Wednesday, September 03, 2014

الفيل يتذكر: الفيل زب الليل .. و عبهادى الفيلسوف .. و صاحب الكس أميات








كان لي صديق يسمي عبهادي الفيلسوف ..  بأقوال الحكماء شغوف.. قلت له يوما: آعبهادي


عبهادي: نعم يا بني


أنا: هل قرأت الكس أميات؟


عبهادي: نعم يا بني .. قرأتها سطرا سطرا فى زمان فات .. هل لك سؤال عنها أو مصلحة متحققة ؟


أنا: نعم.. أود أن أعرف رأيك في البيت الذي يقول: حقق العرص في الجريمة ياللباطل المتناك من حققه؟


عبهادي: لقد وضعتني بين سندان و مطرقة .. هذا البيت يضيق بما فيه من معان كثيرة و صور بلاغية وفيرة


أنا: نعم..  أكمل .. فقد أكلنى الشغف و الغيرة


عبهادي: إنه به مفارقة فشيخة فشخ السنين.. و عينيفة عنف بضان التنين


أنا: اشرح إذن المعنى الدفين .. فقد أثرت شغفى كله


عبهادي: فعل النيك يا بني هو فعل دنيء إن كان في غير محله..  و القائم به ملعون في ترحاله و حله .. و امتدادا لهذا الفعل المشين .. فإن الدناءة تتجاوز الأشخاص الذين كانوا به قائمين


أنا: زي مين؟


عبهادي: السمين


أنا: إيه؟


عبهادي: خدتك عليه


أنا: أحا آعبهادي مش وقت قلش دة يا عم


عبهادي: لا تغضب يا بني..  فذلك أمر طبيعي


أنا: طب انجز عشان قربت اركب طقم بضان صناعي


عبهادي: قلنا أن دناءة فعل النيك تتجاوز من يمارسه .. إلي حتي من يقف حارسه ..  فهو يرتضي أن يغطي علي ذلك الفعل الخسيس .. واقفا علي الباب كأنه كيس .. فذاك شخص غارق في الدناءة من أخمص القدمين حتي الرأس ..  فاستحق صفة العرص


أنا: فلتحل عليه اللعنات و اللدغات و القرص


عبهادي: فأخبرنى يا بنى كيف يكون الحال إن حكم عرص مثله في قضايا البلاد .. و تحكم في رقاب العباد؟


أنا: يكون ذلك عين الظلم الفتاك .. فأهدرت الحقوق و حط الهلاك


عبهادي: فذلك ما أسماه صاحبُ الأميات "الباطل المتناك"


أنا: ياللروعة.. إنه تعبير بليغ


عبهادي: ليس عندي شك أنه لم يخرج من مخيلته و إنما خرج من اللغاليغ


أنا: و ما القيمة الفنية و المعني المتخفي هناك.. في وصف الباطل بالمتناك؟


عبهادي: الباطل يا بني هو ضياع الحقوق.. و لكن مع تحكم العرص في التحقيق مع أي مخلوق.. فضياع الحق متحقق حاقق محقوق


أنا: يالهم من علوق


عبهادي: فذلك ليس بباطل عادي.. إنما هو باطل متمادي .. و كأن هناك مقابل الباطل المتناك باطل شريف.. لم نستطع حتي أن نصل إليه في حلم عفيف


أنا: إنه لأمر ابن وسخة مخيف


عبهادي: فذلك يابني هو حالنا في هذه الأيام العجاف.. سلم من خاف


أنا: خدتك تحت اللحاف

0 Comments:

Post a Comment

<< Home