Monday, June 19, 2006

الفيل يؤلف: قصة قصيرة يا كلاب عن رومانسية الشباب

سيارة العمل

نزلت اليوم متأخرا عن ميعادى حوالى دقيقتين. كنت قد اعتدت أن انزل مبكرا لألحق بسيارة العمل و كنت أحرص على ألا أتأخر و لو حتى لدقيقة واحدة حتى أسير نشيطا بلا توتر الى موقع انتظارى للسيارة. اعتدت أن أمر على بائعة الخضر فتلقى على مبتهلة سيلا من دعوات التوفيق و التسديد نظير سلامى المقتضب عليها. خطوتان و أجد "عم سيد الترزى" متباطئا الى عمله فنتبادل سلاما سريعا. أسارع بشراء إما جريدة الدستور يوم الأربعاء أو جريدة العربى يوم الأحد. أحث الخطو قليلا لأسبق هاتين الفتاتين . كأنى أراهما خلف ظهرى و هما تتابعان نشاط حركتى و لياقتى الجسدية و حسن هندامى . أحتفظ دوما بشغفى لملامحهما الى أن تعاودان المرور أمامى أثناء انتظارى السيارة عابرتين شارع الهرم. حداثة سن. جمال منهك. رغبة. خجل. هموم يوم عمل شاق قادم. ملابس تخبر عن عمد بأسرار الصدر المكتنز الصغير و برصيد مناسب فى بنوك الأنوثة. أمر أمام عربة الفول. اتحاد البسطاء على حلم هين و عمل مهين. أمسح بعينى الواقفين انتظارا لحافلات أعمالهم. عمال. موظفون. ضابط جيش. إمرأة حامل. الموظف ذو الذراع الأوحد. سيارات تنهب شارع الهرم بجنون فوضى الميكروباص و عربدة الملاهى الليلية الصباحية.تأخرت اليوم لدقيقتين كانتا كافيتين لتعطيلى عن متابعة هذا النسق الأبدى. جريت. بالكاد ألقيت سلامى على البائعة و لم أسمع رد "عم سيد" و عبرت الفتاتان شارع الهرم دون انتظارى و لملمت عربة الفول أطباقها ولم أجد ضابط الجيش و جاوزنى صاحب الذراع الأوحد و لم أره. رأيتها من بعيد. نعم هى. بدينة الى حد ما. نعم هى. حجاب كامل. اقترَبتْ. بالقطع هى. لم يفلح حجابها فى ستر العينين الزرقاوين و لا فى منع طرفها من القاء نظرة خاطفة على. أين كنتِ؟ وَقَفَتْ بجانب زملائها انتظارا للحافلة. أين كنتِ؟ انتظرتكِ كثيرا منذ انقطعتِ عن ركوب حافلتكِ لشهر كامل. لم لا تردين على؟ أيجب أن أتكلم اليكِ بصوت مسموع؟ ألا تكفى لغة الحواس بدون حتى أن ينظر كل منا للآخر؟ لمْ نتبادل حتى الآن إلا كلام الحواس!!! أكاد أقسم أنها تسمعنى و لكن لمَ الصمت؟ نظراتكِ الخاطفة نحوى تؤكد أنكِ تريدين الإجابة. تكلمى و لا تترددى فأنا يملؤنى الشغف و الشوق. مستعد أن أتعلم الآن كل لغة تودين التحدث بها. تلقى إلى بنظرة خاطفة. اشتعل جنونا. أخطو خطوة تجاهها. تجىء سيارة عملى قبل أن أضع قدمى الأخرى على الأرض. أحث الخطو حتى أدخل السيارة و تنطلق كالسهم.

4 Comments:

At 6/21/2006 7:14 AM, Blogger Just Smile said...

يخرب بيتك ياد قصة بت كلب بت كلب
بالتوفيق كدة انشالة دايما
و عقبال الرواية
عمك عامر

 
At 6/21/2006 9:45 AM, Anonymous Anonymous said...

ع ع ع (عمى عامر العلج) اشخرك بشدة على هذا التعليق الجميل و ثانك يو فرى ماتش

 
At 6/29/2006 4:03 PM, Blogger Just Smile said...

ياد فكرتني بكلام نزار قباني


فإذا وقفتُ إمامَ حسنكِ صامتـاً فالصمتُ في حرمِ الجمالِ جمالُ
كلماتنـا فـي الحبِ تقتلُ حبنــا أنَ الحـروفَ تموتُ حينَ تقـــالُ

 
At 7/02/2006 7:49 AM, Anonymous Anonymous said...

ايه يااد دة يااد يخرب بيتك كس ام الكلام دة ما يجيش الا من واحد سينسور يعنى لا مؤاخذة حساس
مش عامر العلج أبدا دة يا شباب دة عامر الفنان الرومانسى الناقد المطلع
يخرب بيتك

 

Post a Comment

<< Home