Wednesday, June 21, 2006

عبهادي يقدم نقد فني لقصة الرومانسي الحالم

صباح الفن صباح الأبداع صباح الأحساس الراقى صباح الصباح


ياأستاذ محمد بيه فولى تحية لك من قلبى ملؤها الحب والأحترام القصة ابداع كما قلت لك من قبل أنك فنان وسوف أقوم بتحليلها ووضع خطوط على مناطق الأبداع والجمل بنت ملاديع الكلب الرائعة وسوف أعقب على الموضوع واسمح لى هنا بتحيتك ...

أولا :

(( نزلت اليوم متأخرا عن ميعادى حوالى دقيقتين. كنت قد اعتدت أن انزل مبكرا لألحق بسيارة العمل و كنت أحرص على ألا أتأخر و لو حتى دقيقة حتى أسير نشيطا بلا توتر الى موقع انتظارى للسيارة. اعتدت أن أمر على بائعة الخضر فتلقى على مبتهلة سيلا من دعوات التوفيق و التسديد نظير سلامى المقتضب عليها. خطوتان و أجد "عم سيد الترزى" متباطئا الى عمله فنتبادل سلاما سريعا. أسارع بشراء إما جريدة الدستور))

فى هذه الفقرة تبدو وبفن سمة العلاقات الأجتماعية من خلال سلام الكاتب على بائعة الخضر الطيبة والتى ترد على سلامه المقتضب بسيل من الدعوات ، و "عم سيد الترزى " وعم صفة متوددة لا تقال الأ فى مصر وبالأخص فى أحيائها الشعبية الطيبة للرجل المسن الطيب .
الكاتب يقول ( أعتدت أن أمر ) دليل على أنه يقطن هذه المنطقة منذ فترة طويلة وتلك البائعة أيضا هنا منذ فترة طويلة ،وفى هذا ايحاء برسوخ العلاقة وأصالتها .
الكاتب يقول (أسارع بشراء إما جريدة الدستوريوم الأربعاء أو جريدة العربى يوم الأحد ) وهنا تتضح الهوية الثقافية للكاتب
فهو لايشترى الجريد اليومية الحكومية ويكتفى بشراء جريدتين الدستوروالعربى يومى الأربعاء والأحد .
المعتاد الشراء الروتينى الممل لجرائد الدولة من قبل الموظفين أثناء ذهابهم للعمل فى الصباح الباكر ( الصباح المصرى الخانق )
واعتقد أنهم يكررون عملية شراء هذه الجرائد ، ضربا من ضروب اليانصيب والحظ ، كا يشترى البعض ورق يانصيب اللوتارية فلعل يوما ما يقرؤن خبرا لايشابه خبرا أخر قد تقرر من عشرون عاما …!!
وربما أيضا انكباب الناس والمقامرون فى الصباح الباكر على باعة الجرائدوشكل الجرائد وهى مطوية بشكل أنيق يغرى بشرائها، وتتكرر هذه العملية المملة الكئيبة كل يوم ولا جديد، سوى العناكب التى تخرج فجأة وبشكل سريع بمجرد فتح الجريدة وقراءة عنوانها الرئيسى والذى لم يتغير منذ سنوات وتدخل هذه العناكب من خلال أكمام القارىء وتمشى فى جسده وتلدغه بكلمات المقالات المسمومة
والأعمدة المنهارة الهشة التى دبت فيها الرطوبة وأمتلئت بجحور الديدان اللزجة البيضاء .
نعم الكاتب معارض الكاتب يعلن عن هويته ...

ثانيا :

(( أحث الخطى قليلا لأسبق هاتين الفتاتين . كأنى أراهما خلف ظهرى و هما تتابعان نشاط حركتى و لياقتى الجسدية و حسن هندامى . أحتفظ بشغفى لملامحهما الى أن تمران أمامى أثناء انتظارى السيارة عابرتان شارع الهرم. حداثة سن. جمال منهك. رغبة. خجل. هموم يوم عمل شاق قادم. ملابس تخبر عن عمد بأسرار الصدر الصغير و برصيد مناسب فى بنوك الأنوثة ))

هنا رصد رائع لحالة الأنوثة فى الصباح الباكر الذاهبة الى العمل القاسى
وكأن الكاتب يقول أنا هنا ياأنوثة الصباح المصرى الهارب ، مازلت نشيطا حسن الهندام ، ما الذى أنهك هذا الجمال فى الصباح ؟ وأين أمضى ليلته أمس ؟ وما الذى أرهقه فى الصباح ؟ أترى العمل ؟ والمواصلات والأستيقاظ المبكر ؟
هل هناك مهنة للجمال سوى أن يكون هو الجمال .. وكفى ..!!
عين الكاتب ثاقبة بل تسللت الى أسرار الصدر الصغير الذى تفضحه عامدة تلك الملابس التى تريد أن تثرثر فقط بأسرار الصدر الصغير
ويالها من أسرار ويالها من أخبار حملتها الملابس الغير أمينة على
تلك الأسرار .
ملاحظة : من الأستاذ صلاح جاهين (( النهد زى الفهد نط اندلع ... ))
والجمل الخاصة بالكاتب والتى أقول أن القصة حقا أمتلئت بها ، هى جمل من ابداع كاتبنا وهى جمل حقا جمالية ، (( وبرصيد مناسب فى بنوك الأنوثة )) الرصيد لا ينفذ لطالما كان هناك مكان يحفظه ، المكان البنك والرصيد الأنوثة ، ولا داعى للدخول فى تداعيات البنوك فنظلم هذه الجملة الرقيقة الجمالية عن الأنوثة .

ثالثا :

(( أمر أمام عربة الفول. اتحاد البسطاء على حلم هين و عمل مهين. أمسح بعينى الواقفين انتظارا لحافلات أعمالهم. عمال. موظفون. ضباط جيش. إمرأة حامل. الموظف ذو الذراع الأوحد. سيارات تنهب شارع الهرم بجنون فوضى الميكروباص أو عربدة الملاهى الليلية و الصباحية.تأخرت اليوم لدقيقتين كانتا كافيتين لتعطيلى عن متابعة هذا النسق لأبدى.جريت. بالكاد ألقيت سلامى على البائعة و لم أسمع رد "عم سيد" و عبرت الفتاتان شارع الهرم دون انتظارى و كاد الفول أن ينتهى ولم أجد الضابط و جاوزنى صاحب الذراع الأوحد و لم أره. ))

عربة الفول اتحاد البسطاء ، فأرونى أين اتحاد الأغنياء ..؟؟!!
نعم اتحاد البسطاء ، نأكل فى الشارع معا يجمعنا الهم الواحد والحلم الواحد
ولكن الى متى هل نحن شعب يحب تعذيب نفسه ولم يعد يستطيع أن يرى نفسه الا حزينا فقيرا مكسورا يأكل فى الشوارع وينام فى الشوارع ويموت فيها ضربا بمطارق أجهزة الأمن ..؟؟
الى متى ........... ؟؟
حتى أن الكاتب لمس هذا الثبات الدائم عندما قال : (( تأخرت اليوم لدقيقتين كانتا كافيتين لتعطيلى عن متابعة هذا النسق الأبدى ))
فى وصفه لفئات الصباح المصرى المجرم المعروضين على رصيف الأنتظار ((أمسح بعينى الواقفين انتظارا لحافلات أعمالهم. عمال. موظفون. ضباط جيش. إمرأة حامل. الموظف ذو الذراع الأوحد. سيارات تنهب شارع الهرم بجنون فوضى الميكروباص أو عربدة الملاهى الليلية والصباحية ))
(( جريت. بالكاد ألقيت سلامى على البائعة و لم أسمع رد "عم سيد" و عبرت الفتاتان شارع الهرم دون انتظارى و كاد الفول أن ينتهى ولم أجد الضابط و جاوزنى صاحب الذراع الأوحد و لم أره.))
فى هذه الفقرة الصغيرة كان هناك تعجل سوف تبرره بقية القصة ولنرى هذا التبرير

رابعا :

((رأيتها من بعيد نعم هى . بدينة الى حد ما ، نعم هى ، حجاب كامل ، أقتربت بالقطع هى لم يفلح حجابها فى ستر العينين الزرقاويين ولا فى منع طرفها من القاء نظرة على أين كنت وقفت بجانب زملائها أنتظارا للحافلة أين كنت ؟ أنتظرتك كثيرا منذ انقطعت عن ركوب حافلتك لشهر كامل . لم لا تردين على ؟ أيجب أن أتكلم اليك بصوت مسموع ؟ ألا تكفى لغة الحواس بدون حتى أن ينظركل منا للآخر ؟ لم نتبادل حتى الآن الا كلام الحواس !!! أكاد أقسم أنها تسمعنى ولكن لم الصمت ؟ نظراتك الخاطفة لى تؤكد أنك تريدين الاجابة . تكلمى ولا تتردى فأنا يملؤنى الشغف والشوق . مستعد أن الأن كل لغة تودين التحدث بها . ألقت نظرة خاطفة . أشتعلت جنونا . أخطو خطوة تجاهها . تجى سيارة عملى قبل أن أضع قدمى الأخرى على الأرض . حثثت الخطو حتى دخلت السيارة وأنطلقت السيارة كالسهم ))

نعم هى ، دائما تلك التى تقف بشكل ما فى الصباح الباكر، تعمل فى لامكان ووقتها قد حان .... الأن ، المحجبة التى تحمل زرقة البحر فى عينيها ، وتطيرمنها النظرات خلسة من فوق أسوار قلعة الحجاب وتبعث رسالة أستغاثة عاجلة من واقع الأسر الروتينى اليومى المميت ، مازال هناك بيننا هذا الأندهاش الجاذب ليضرب رتابة الوجود ، اندهاش ربما قد كشفت أسراره من قبل ولكنه مازال يحمل عجائبه وغرائبه المثيرة فينا ياسيدتى ....
الحوار فى القصة يديره الكاتب هو حوار الذات الراصدة للواقع المحيط بدقة ولكن الحوار يصل الى أعلى مستوى مع الأنثى أو بالنيابة عنها هو حوار متخيل يعكس رغبة الذات وبأسلوب راقى ، فى هذه الحالة تكون تلك البداية .حوارمتخيل وجميل مبعثه أثر الأخر......
ونظرات الأخر.....
وحضور الأخر......
ومجال الأخر .......

أكمل موهبتك ولا تضيعها

خالد عبهادي

قدمها لكم نقلا عن الفيلسوف خالد عبهادي

عامر البوسطجي

الهيئة القومية للبريد

المريوطية بعد النفق



1 Comments:

At 6/21/2006 7:51 AM, Anonymous Anonymous said...

أنا والله العظيم فى غاية الإحراج من هذا التعليق و فى غاية الامتنان أيضا بجد مش عارف أقول ايه.... معقولة للدرجة دى حازت القصة على اهتمامك؟؟؟ و الله دة شىء يسعدنى كثيرا.
أسلوبك رائع فى التحليل و افتقده جدا جدا.. ياما حاجات عايزة تتناقش و تتحلل كدة.. بالفعل أشكرك جدا و أشكر عامر العرص على مجهوده فى نقل هذا التعليق على المدونة

 

Post a Comment

<< Home