الفيل ينحو: طلب الفهم و الشرح و الإيضاح من سيبويه و عبمجيد الصحاح

لاحظت مؤخرا أنه انتشرت بعض الألفاظ فى الأوساط القلة أدبية. تلك الألفاظ هى كلمات مصاغة بناء على قواعد نحوية سليمة و لكن طريقة صياغتها تتم بالسليقة. لذا رأينا أنه من الواجب علينا أن نوضح بشكل علمى طرق النحت و الاشتقاق لمثل هذه الألفاظ عن طريق عمل هذه الورقة البحثية نشرا للفائدة و تحقيقا للمنفعة.

فمن هذه الألفاظ هو لفظ "المعيرص" و الذى يستخدم فى تراكيب و جمل عديدة منها أن ينادى شخص على آخر موجها له جملة:"يا أيها المعيرص". الأصل فى اللفظ هو كلمة "عرص" و هى صفة من يقوم بالتغطية على اثنين (دون اعتبار لجنسيهما) يقومان بلعب الحلبسة شريطة ألا يشاركهما. فى حين أنه يمكنه بعد ذلك لعب ذات اللعبة مع احدهما فيقوم الثالث بدور "التعريص" فى حين الأول هنا يكون معرصا عليه".

و يشتق من كلمة "عرص" أيضا كلمة "معرص"(بتشديد الراء) و هى اسم الفاعل من الفعل " عرص"(بتشديد الراء) و هو على وزن "فعل"(بتشديد العين) و هى صيغة للأفعال تدل على العمد و التعمد فى القيام بالفعل فبالتالى "المعرص"(بتشديد الراء) هى صفة من يصر على فعل "التعريص". و أرجو أن أنبه هنا إلى أن هذه لا تعد صيغة مبالغة حيث أن صيغ المبالغة لا تشتق إلا من الفعل الثلاثى حيث الفعل "عرص"(بتشديد الراء) هو مزيد رباعى و نادرا ما تشتق صيغ مبالغة من الأفعال الغير ثلاثية.

نأتى إلى اللفظة "معيرص" و هى على وزن "فعيعل"(بضم ثم فتح ثم سكون فكسر). ثبت لدينا أن الغرض من الاشتقاق هنا هو غرض التصغير بهدف الاحتقار أو التدليل و الوزن الذى تم الاشتقاق على أساسه هنا هو وزن "فعيعل" و هو للكلمات التى أصلها أفعال رباعية و كلمة "معرص"(بتشديد الراء) هى لفعل "يعرص"(بتشديد الراء) و هو فعل رباعى. من هنا نستنتج أن لفظة "معيرص" هى نتيجة اشتقاق صحيح.

و نرجو أن تعم المنفعة للجميع.

و دمتدم